إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح كتاب الآجرومية
135376 مشاهدة print word pdf
line-top
المفعول معه

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
قال -رحمه الله تعالى في متن الآجرومية- باب المفعول معه:
وهو: الاسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فُعِل معه الفعل؛ نحو قولك: ((جاء الأميرُ والجيشَ )) و (( استوى الماءُ والخشبةَ )).
وأما خبر (( كان )) وأخواتها، واسم (( إن )) وأخواتها فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات. وكذلك والتوابع فقد تقدمت هناك.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد
ذكر أن المنصوبات خمسة عشر، يعني من الأسماء، ثم سردها جملة ثم فصلها أبوابا. وكان من جملتها المفعول معه. قالوا: إن المفعولات متعددة أشهرها المفعول به، وهو: الاسم الذي يقع عليه الفعل؛ نحو: اعبدوا الله، أو نحو: اتقوا ربكم. كذلك أيضا مثل قولهم: اتبعوا نبيكم، أطيعوا الله ورسوله. وكذلك إذا قيل: اقرءوا القرآنَ، أقيموا الصلاةَ، آتوا الزكاةَ، هذا يسمى المفعول به.
ومنها المفعول له، وقد تقدم مثل قولهم: قام زيد إجلالا لعمرو، وأعبد الله اتقاءَ عذابه أو خوفَ عذابه، هذه الكلمة تسمى مفعولا له.
ومنها المفعول المطلق. هو الذي يقال له مفعول، ولا يقال به ولا له ولا معه، وهو ما يعرف بالمصدر، ويسمى المفعول المطلق. وقد تقدم أيضا أن المصدر هو: الاسم الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل. ومنها المفعول معه. فأصبح عندنا المفعول به والمفعول معه والمفعول له والمفعول فقط. .. الآن في المفعول له؛ تقدم المفعول له.
ونحن الآن في المفعول معه. ذكر في تعريفه أنه: الاسم الذي يذكر معه الفعل، ومثل له بهذين المثالين: جاء الأمير والجيشَ، واستوى الماء والخشبةَ. المعنى: جاء الأمير مع الجيش، فالجيش هاهنا ما أرادوا مجيئه وإنما أرادوا معية الأمير له، أي جاء في معية الجيش، جاء الأمير والجيشَ؛ أي مصاحبا الجيش. وكذلك قولهم: استوى الماء والخشبةَ، أي ارتفع الماء إلى أن حاذى الخشبةَ. إذا كان هناك خشبة مثلا في عرض البئر، ثم إن البئر ارتفع ماؤها بسبب الأمطار ونحوها إلى أن حاذى الخشبة أو الصخرة؛ قالوا: استوى الماء والخشبةَ، يعني مع الخشبة أي حاذاها، فيسمى هذا مفعولا معه.
وفي الحقيقة أنه لا بد أن يقع عليه فعل ينتصب به. أي لا بد أن يكون هناك ما يعمل فيه؛ لأن المنصوبات لا بد من عوامل تعمل فيها، فيكون التقدير: مصاحبا أو محاذيا الخشبة، فتدخل في المفعول به. جاء الأمير مصاحبا الجيشَ، يعني محاذيا له ومرافقا له. ولكنهم سموه مفعولا معه، فلا بد أن يكون هناك عامل؛ لأن الأسماء المنصوبة لا تنتصب إلا بعامل يعمل فيها، فلذلك يقال العامل فيه مقدر، التقدير: مصاحبا الجيشَ، فتكون كلمة مصاحبا - معروف أنها كلمة حالية - أي حال كونه مصاحبا. وقد تقدم أن الحال يعمل أيضا عمل الفعل. فكذلك مصاحبا، وكذلك أيضا محاذيا الخشبة؛ استوى الماء وارتفع محاذيا الخشبةَ، أو حتى حاذى الخشبةَ.

line-bottom